السلام عليكم و رحمة الله و بركاته....
لا تحزن ...
لا تحزن...
لا تحزن...
لا أخفيكم ...استوقفني العنوان طويلا...
و لا يزال يستوقفني....
لا تحزن...نظرت إليه ...فكرت...
وجدته ياخذني في طريقين مختلفين...
بل متناقضين...
لا تحزن...
دعوة غريبة و جريئة في آن واحد...
لا تحزن...
كيف لا احزن و أنا أنظر إلى حال أمتي ....
فارى الجهل و الفقر و الجوع و الذل...
كيف لا أحزن و انا أنظر إلى شباب أمتي ...
فأرى ميوعة و غفلة و انسلاخا تاما عن الدين و الهوية...
كيف لا أحزن و أنا أنظر إلى حال بنات أمتي ...
فأرى عريا و عهرا و اجسادا تباع و تشترى على الفضائيات و نواصي
الطرقات...
كيف لا أحزن و انا أنظر إلى قادة أمتي ...
ظلما و بطشا و استبدادا مسلطا على الرعية...
و أرى انكسارا و تذللا بين يدي الأعداء...
كيف لا أحزن و أنا أنظر إلى بلاد أمتي ...
فأرى تشتتا و تفرقا و تجزئة...
كيف لا أحزن و أنا أنظر إلى أطفال أمتي...مستقبل أمتي ...
فأرى أيتاما في كل مكان...حتى مع تواجد كلا الأبوين...
و أرى قلوبا صغيرة عطشى للحب...عطشى للحنان...
كيف لا احزن يا ناس...و انا أنظر إلى نساء أمتي...
فأراهن قد بعن الدنيا بالآخرة...و ركضن وراء تحقيق الذات و المساواة
بين الرجل و المرأة ...مخلفات بذلك وراءهن أقدس الأدوار التي كتبها
الله عليهن...
كيف لا أحزن يا دكتور و أنا أنظر إلى أموال أمتي ...
فأراها تصرف لشراء السلاح الذي يقتل به أبطال أمتي...
كيف لا أحزن يا عالم و قد بات الحزن الحالة الطبيعية لذاتي و تكويني...
كيف لا أحزن و قد بات الحزن طقسا من الطقوس المقدسة التي
أمارسها بكل وفاء و كل حرص...
حتى أنني لأصاب بتأنيب الضمير إذ أمنح نفسي شيئا من السعادة أو
حتى الإبتسام...
و في المقابل...
لا تحزن... :
بارك الله لنا فيك يا دكتور...
لا تحزن...
نعم لا تحزن...
و الله حكمة حكيمة جاءت في وقتها تماما...
طبيعي أن لا احزن...
و كيف أحزن و أنا المسلمة الموعودة بجنات الخلد...
كيف أحزن و أنا ربي الله الذي له الأسماء الحسنى كلما دعوته بها
أجابني...
كيف احزن و رسولي محمد صلى الله عليه و سلم الشفيع المشفع
الصادق الأمين...
كيف أحزن و كتابي القرآن خير منهج و خير ما أنزل على بني آدم...
كيف أحزن و انا أقرأ قول الحبيب صلى الله عليه و سلم لأمر المسلم
كله خير....
كيف أحزن و أنا أقرأ قول ربي سبحانه و تعالى إنما يوفى الصابرون
أجرهم بغير حساب...
كيف أحزن و أنا أسمع قول الصادق ألأامين لن يبقى بيت مدر و لا وبر
إلا و أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل...
كيف أحزن بالله عليكم و أنا أعلم قول سيدي و رسولي صلى الله عليه
و سلم...أشد الناس ابتلاء الأنبياء ف ....
كيف أحزن و قد سمعت بحديث المختار بأبي هو و أمي صلى الله عليه
و سلم ووعده بفتح روما كما فتحت مدائن كسرى و كما فتحت
القسطنطينية...
أنى لي أن أحزن بعد كل هذا...
لا و الله لا يحزن مثلي... لا يحزن من كان له رب مثل ربي...
لا يحزن من كان له رسول مثل رسولي....
لا يحزن من كان له دين مثل ديني...
و إلى أن أقرأ الكتاب...سأرى يا دكتور إن كانت دعوتك لا تحزن تقوم
على مثل هذه الأسباب أو غيرها...
و على أية حال لا أحسبها تختلف كثيرا...
دمتم بود...
على فكرة انا الحين جالسة اقرا هالكتاب واتمنى انكم تقرونه مثلي